يعاني الكثير من البشر في جميع انحاء العالم من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، ومع ذلك لا يريد الكثيرون تناول عقاقير لخفض مستواه، وبعضهم ,ممن يتناولها, يريد إيقافها.. فهل هذا ممكن؟
هذا التساؤل اثارته صفحة الجزيرة نت صحة على مواقع التواصل الاجتماعي, في محاولة لالقاء الضوء على ما هو الكوليسترول في ظل معاناة الكثيرين من ارتفاع مستوى الكوليسترول, وكذلك كيفية التعامل معه.
في البداية ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو مادة شمعية, مشابهة للدهون التي توجد في الدوم, ويتم انتاجها عن طريق الكبد من خلال الطعام الذي يتم تناوله. ويوجد نوعان من الكوليسترول :
1- النوع السيئ: وهو البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL):
ويسمى LDL باسم "الكولسترول الضار" لأنه يمكن أن يؤدي إلى تراكم الكولسترول في جدران الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل تصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتة الدماغية. كما يعمل LDL عن طريق نقل الكولسترول من الكبد إلى الخلايا في جميع أنحاء الجسم.
2- النوع الجيد: وهو البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL):
والبروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) "الكوليسترول الجيد" هو نوع من البروتينات الدهنية التي تلعب دورًا هامًا في نقل الكولسترول بعيدًا عن الشرايين وإعادته إلى الكبد، حيث يمكن معالجته وإخراجه من الجسم. كما يساعد HDL في تقليل تراكم الكولسترول في جدران الشرايين وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى ذلك ينبغي الحفاظ على مستويات الكوليسترول الضار (LDL) منخفضة من خلال نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين. ومن ناحية اخرى فان ارتفاع مستويات HDL يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، ولهذا يُشجع على رفع مستوى HDL من خلال عدد من الممارسات سيأتي ذكرها فيما بعد.
هل يمكن خفض مستوى الكوليسترول دون إستخدام الدواء؟
الجواب المختصر عن هذا التساؤل هو انه إذا كان الشخص يأخذ بالفعل دواء لخفض مستوى الكوليسترول في الدم, فيمنع منعا باتاً أن يوقفه من تلقاء نفسه دون استشارة الطبيب, إذ يجب اولاً أن يستشير طبيبه ويتأكد أولاً مما إذا كان يمكن خفضه عن طريق الحمية أم لا.
وبناءً على موافقة الطبيب يمكن للمريض التوقف عن تناول دواء خفض الكوليسرول طالما هناك إمكانية لخفض مستوى الكوليسترول عبر حمية غذائية صحية.
دواء خفض مستوى الكوليسترول Statins:
الستاتينات Statins هي مجموعة من الأدوية التي تُستخدم لخفض مستويات الكوليسترول في الدم. عن طريق تثبيط إنزيم يُسمى HMG-CoA reductase، هذا الانزيم يلعب دورًا رئيسيًا في إنتاج الكوليسترول في الكبد. وعلى ذلك فان تثبيط هذا الإنزيم عن طريق الستاتينات, يؤدي الى تقليل إنتاج الكوليسترول في الجسم، مما يساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد (HDL).
هل يمكن التوقف عن تناول الستاتينات لخفض مستوى الكوليسترول؟
هذا التساؤل اثاره موقع (buzzrx) مشيرة الى انه يحتاج معظم الأشخاص إلى تناول الستاتينات مدى الحياة، ولكن مع تغييرات نمط الحياة المستمرة والكبيرة مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة، قد تتمكن من التوقف عن تناول الستاتينات, إذا كان إجمالي الكوليسترول لديك ضمن نطاق صحي، فتحدث إلى طبيبك حول التوقف عن تناول الستاتينات.
وخلص الموقع الى انه لا يجب ان تتوقف أبدًا عن تناول عقار الستاتينات دون التحدث إلى الطبيب الخاص بك. في حين أنك قد لا تعاني من أي أعراض فورية، فإن القيام بذلك يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بشكل عام.
ومع ذلك، إذا كان الكوليسترول الكلي والكوليسترول البروتيني الدهني منخفض الكثافة (LDL) والدهون الثلاثية في نطاق صحي، فيمكنك التحدث إلى طبيبك حول إمكانية التوقف عن تناول الستاتينات. ومع ذلك، ستحتاج إلى الاستمرار في تغييرات نمط حياتك مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني الكافي.
لماذا يلجأ البعض إلى التوقف عن تناول الادوية التي تخفض مستوى الكوليسترول "الستاتينات"؟
توصف الستاتينات عادة مدى الحياة. ولكن بعض الناس يتوقفون عن تناول الستاتينات لعدة اسباب يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- الآثار الجانبية: تشمل الآثار الجانبية الشائعة للستاتينات الصداع والدوار والغثيان والغازات والإسهال والإمساك وآلام العضلات.
2- الحمل والرضاعة: لا ينصح بتناول الستاتينات للحوامل أو المرضعات لأن هذه الأدوية الخافضة للكوليسترول يمكن أن تسبب ضررًا للجنين أو ضرراً للرضيع الذي يرضع رضاعة طبيعية.
3- التكلفة: على الرغم من تتوفر الستاتينات في أشكال عامة منخفضة التكلفة وتغطيها معظم خطط التأمين الصحي. إلا أنه قد يكون نقص التغطية التأمينية الصحية والتكلفة العالية للعلاج سببًا يدفع بعض الناس إلى التوقف عن تناول الستاتينات.
هل أحتاج إلى تناول الستاتينات إذا كان مستوى الكوليسترول طبيعيًا؟
يتساءل البعض عن مدى امكانية التخلص من ادوية الكوليسترول في حالة اذا كان مستوى الكوليسترول اصبح طبيعياً, وللاجابة على ذلك باختصار نقول انه لا تزال بحاجة إلى الستاتينات إذا حتى وان اصبح مستوى الكوليسترول طبيعيًا. حيث تعمل الستاتينات فقط طالما استمريت في تناولها. فإذا توقفت عن تناول دواء الستاتينات، فسوف ترتفع مستويات الكوليسترول لديك ببطء إلى مستويات ما قبل العلاج على مدى عدة أسابيع إلى أشهر، مما يعرضك لخطر متزايد للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ما هي الطريقة الأكثر أمانًا للتوقف عن تناول ادوية خفض الكوليسترول؟
الطريقة الأكثر أمانًا للتوقف عن تناول الستاتينات هي استشارة الطبيب. وكما ذكرنا سابقًا، لا تعمل ادوية خفض الكوليسترول إلا طالما تم تناولها. فعندما تتوقف عن تناول الستاتينات، ترتفع مستويات الكوليسترول لديك، ويزداد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وعلى ذلك إذا كنت حريصًا على التوقف عن تناول الستاتينات بسبب آثارها الجانبية، فقد يوصي طبيبك بأدوية أخرى لخفض الدهون أو خفض جرعة الستاتين الحالية. ففي بعض الحالات، يمكن للأشخاص التوقف عن تناول الستاتينات من خلال إجراء تغييرات مستمرة في نمط حياتهم. ومع ذلك، يعتمد الأمر أيضًا على مدى ارتفاع مستويات الكوليسترول لديك. يجب عليك مناقشة طبيبك لمعرفة ما إذا كان بإمكانك الحفاظ على مستويات الكوليسترول لديك ضمن النطاق الطبيعي من خلال الالتزام بتغييرات نمط الحياة من خلال اتباع نظام غذائي نباتي غني بالألياف القابلة للذوبان وممارسة التمارين الرياضية و الحصول على قسط كاف من النوم.